ـ (الصرب) يرسم لوحة من الطبيعة الساحرة والطقس الجميل
تشتهر محافظة ظفار الواقعة في جنوب سلطنة عمان وولاية صلالة – كبرى مدنها وعاصمتها الإدارية – خليجيا بموسم الخريف السنوي وطقسها الاستثنائي الذي يستقطب المواطنين والمقيمين والزوار من مختلف دول الخليج العربي خلال فصل الصيف، ولكن محافظة ظفار أساسا هي وجهة متميزة على مدار العام وخلال موسم السياحة الشتوية يفد إليها الكثير من السياح من مختلف دول العالم بل إن بعض الدول الأوروبية تسير رحلاتها العارضة المباشرة إلى مطار صلالة بجانب الرحلات اليومية المباشرة التي تسيرها شركات الطيران الخليجية وأبرزها الرحلتان اليوميتان للطيران القطري بالإضافة إلى استقبال ميناء صلالة للسفن السياحية العملاقة “كروز” في الموسم المخصص لها.
محافظة ظفار تضم عشر ولايات هي صلالة، وطاقة، ومرباط، وسدح، وثمريت، وشليم وجزر الحلانيات، والمزيونة، ومقشن، ورخيوت، وضلكوت، وتزخر المحافظة بالعديد من المقومات السياحية التي تجذب الزائر خلال هذا الوقت من العام. كما شهدت المحافظة افتتاح عدد من المشاريع التي تدعم نمو وتنشيط حركة السياحة في مختلف فصول السنة، منها مطار صلالة الدولي بحلته الجديدة وعدد من المنتجعات السياحية المتميزة، ومجموعة من المنشآت الفندقية والمراكز التجارية والمشاريع السياحية، ولعل من أبرز الفنادق والمنتجعات التي تحقق تجربة متميزة في الاسترخاء والاستجمام والاستمتاع بإجازة لا تنسى هي الفنار وشاطئ صلالة وأنانتارا وماريوت وجويرة وسمهرم وكراون بلازا وصلالة جاردنز ريزدينس وروتانا والهيلتون.
وتمتاز المحافظة باعتدال الطقس معظم شهور السنة، وتزخر بالعديد من المعالم والمقومات ذات الجذب السياحي إضافة الى الطبيعة الساحرة لشواطئها وجبالها ووديانها وصحاريها حيث يعد تنوع البيئات الساحلية والجبلية والريفية والصحراوية عامل جذب إضافي للمحافظة التي تحتضن بيئات طبيعية مختلفة كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلاسل الجبال والاودية والسهول المنبسطة والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها والنوافير المائية الطبيعية والكهوف. وبهذه المقومات تعتبر ظفار أيضا وجهة جاذبة لسياحة المغامرات والتخييم، اضافة لما تزخر به من آثار وشواهد ومزارات تاريخية وثقافية ودينية عديدة تعرف بأبعاد المنطقة حضاريا وتاريخيا وهو ما يضيف بعدا سياحيا ثقافيا لهذه المحافظة.
كما تمتلك المحافظة مجموعة من مراكز التسوق والأسواق التجارية التقليدية التي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، فبخلاف المراكز التجارية الحديثة كصلالة ريزدنس جاردنز فإن اسواق صلالة تزخر بالمنتجات والصناعات التقليدية خاصة محلات بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة مثل جوز الهند (النارجيل).
وهنالك العديد من المواقع السياحية التي يزورها السائح في فصل الشتاء بالمحافظة كالأماكن الأثرية (حصن طاقة وحصن مرباط وموقع البليد ومتحف أرض اللبان وسمهرم والأسواق التقليدية) إضافة إلى بعض المواقع الطبيعية كمواقع زراعة شجرة اللبان والتخييم في صحراء الربع الخالي، وممارسة الغوص ومشاهدة الشعب المرجانية وغيرها من الأماكن والأنشطة السياحية المتنوعة كالرياضات البحرية ومشاهدة الدلافين والحيتان والطيور.
كذلك يمكن أن يتضمن برنامج الزيارة إلى محافظة ظفار عددا من الأنشطة التي تتنوع بين الرحلات الشاطئية والجبلية والصحراوية وتنظيم رحلات صباحية وحفلات مسائية بالإضافة للتسوق في الأسواق الشعبية.
وفي هذا الوقت من العام تشهد المحافظة موسم الربيع أو كما يطلق عليه محليا (الصرب) ويستمر الى أواخر شهر ديسمبر حيث يتميز بسطوع الشمس واعتدال الطقس وانخفاض نسبة الرطوبة واخضرار الاشجار حيث يعد موسما لتفتح الأزهار وسريان نسمات الهواء الباردة الممزوجة بروائح الأزهار الجبلية العطرية لتضيف اريجها الفواح الى المكونات الجمالية التي تشكل لوحة الطبيعة الساحرة والطقس الجميل في محافظة ظفار التي لا تقتصر السياحة فيها على موسم الخريف .ويعتبر (الصرب) أحد المقومات السياحية في المحافظة حيث تشهد السهول والجبال حركة نشطة للزوار القادمين من داخل وخارج المحافظة لمشاهدة جمال الطبيعة بعد انقشاع الضباب عن قمم الجبال التي رسمتها أمطار الخريف فى السهل والجبل والهضاب الواسعة المستوية لتشكل حدائق طبيعية ممتدة في كافة ارجاء المحافظة .
اكتشف ظفار
للراغبين في زيارة محافظة ظفار والتعرف على أبرز المقومات السياحية الثقافية والأنشطة التي يمكن مزاولتها بالقرب من مدينة صلالة سواء خلال موسم الخريف أو حتى خلال العطلات القصيرة من يومين إلى ثلاثة أيام على مدار العام والتي غالبا ما تجتذب الزوار من دول الخليج العربي خلال فترة إجازة نهاية الأسبوع أو العطلات القصيرة لمناسبات الأعياد الوطنية والدينية، فإن برنامج الزيارة السريع الذي تنصح به وزارة السياحة يشتمل على الأنشطة التالية:
اليوم الأول: رحلة إلى متحف أرض اللبان وموقع البليد الأثري حيث ستتعرف على التاريخ العريق لمحافظة ظفار عبر مختلف الحقب التاريخية ولماذا وصف بلايني والدر هذه المنطقة بأنها إحدى أغنى المناطق في العالم قبل ألفي عام، ومن ثم يمكنك أثناء طريق العودة للمدينة الوقوف لتناول وجبة خفيفة في الأكشاك الممتدة على طول الطريق والاستمتاع فيها بعصائر ومنتجات جوز الهند والموز وقصب السكر. من ثم يمكنك التجول في رحاب سوق الحافة التقليدي المزدحم غالبا بالمتسوقين والذي يحوي مختلف المنتجات والبضائع المحلية من اللبان والبخور والأزياء والهدايا التذكارية والمشغولات الفضية والصناعات الحرفية والحلوى العمانية وغيرها. تشتهر محافظة ظفار ومدينة صلالة تحديدا بالمأكولات العمانية التي يمكنك تناولها في المطاعم المنتشرة في المدينة أو في مواقع المضابي في سهل أتين.
اليوم الثاني: واستمتع خلاله بقضاء يومك في المناطق الغربية الطبيعية البكر عبر طريق جبلي متموج فوق الجبال الشاهقة التي ستأخذك إلى شواطئ ساحرة. ابدأ بشاطئ المغسيل المعروف حيث كهف المرنيف والفتحات الأرضية الشهيرة التي تخرج منها مياه البحر على دفقات تشبه النوافير، ومن هناك أكمل طريقك على الشارع الرئيسي واستمتع بأجمل المناظر الطبيعية على الإطلاق حتى تصل إلى رخيوت حيث ستتجول بين قرى الصيد الصغيرة وأماكن الجلوس المتوفرة مع إمكانية تناول وجبة خفيفة، ولا تنسى الاستمتاع بمنظر الجمال وهي تعبر الطريق أثناء العودة إلى مدينة صلالة.
العيون والأودية: تشتهر محافظة ظفار بوجود أكثر من 360 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي وعلى حواف الجبال المتاخمة للسهل الساحلي بينما تنتشر أعداد قليلة منها في منطقة النجد، ومعظم العيون دائمة على مدار العام ولكنها بالطبع تكون أكثر غزارة وترتدي المواقع المحيطة بها حلة خضراء خلال موسم الخريف السنوي. من أبرز عيون الماء في محافظة ظفار عين صحلنوت، وعين أرزات، وعين جرزيز، وعين حمران، وعين دربات.